الاثنين، 29 أكتوبر 2007

لوحة رسمها الزمان


ذهبت كعادتي كل عام إلى افتتاح معرض صديقي الرسام المشهور... كثيرا" ماتذهلني وتبرهني لوحاته..... وأحيانا" أخرى أعجز عن فهم ما تشير اليه!!

!أميل برأسي شرقا" وغربا"، شمالا" وجنوبا" فلا أرى أو افقه شيئا"ثم أطلب منه وصفها لي فيقول هذا فن سريالي وذاك تشكيلي ويشرح ويشرح حتى تتوه من رأسي الكلمات ولا يبقى به سوى التشجيع والايماءات...

واستطردتني لوحة وحيدة على الجدار، لم يلتف اليها أحد ولم يقبل على شرائها ولو بأبخث الأثمان، واني لو كنت املك الارقام الخيالية التي يطلبها صديقي لاشتريتها على الفور.


رأيتها من بعيد تلال ووديان وجفاف وانهار وأشجار بيضاء وسماء" سوداء... فعجبت كيف للوحة أن تضم كل هذه التناقضات؟!


فاقتربت اكثر بعين فاحصة فاذا باللوحة وجه لامرأة عجوز قاربت على السبعين وذا بالتلال والوديان تجاعيد قد ملأت وجهها وجفاف بشرتها ودموع أغرقت عيناها ووجنيتيها كالأنهار، جلست حزينه مستندة برأسها الى يدها وممسكة بوشاحها الأسود في يدها الأخرى وكأنها تبكي الزهرة التي ذبلت والعمر الذي أٌُفنى والشباب الذي ولى هاربا" من مصاعب الحياة..........

لم أتمالك نفسي من الانبهار الذي لم يلبث وتحول بعد ذلك الى بكاء..

فواساني صديقي مفتخرا" بان كان للوحته ذلك الأثر في نفسي قائلا" مارأيك أليست بعدسة فنان"

فالتفت له بأن لا " بل هي لوحة رسمها الزمان"

مات الضمير


من النيل الى الفرات

يريدونها أمة

بكوا وانتحبوا عند أعتاب كل دولة

سخروا منكم خلف قناع المذلة

فاكتفينا بعقد قمة

يافا

قانا

غزةوسينا

لا تعجبوا فلم أنسى الخريطة

لكن كلها دماء" عربية

وأصبحت نهايتنا وشيكة

.......


كم من مرة بكت أم

كم من مرة صرخ طف

لكم من مرة سمعتموهم؟

فيما مضى كان الصراخ عاليا"يهز الأجواء

و لم يلبث وأن تحول الى بكاء

ثم أنين

والآن فقاعة هواء

فما تبقى من ضمائرنا قد مات

.................


هناك كلمة أقرأها كل يوم

الدولة العربية الشقيق

ةوبحثت عنها في المعجم

فوجدت الشقيقة صداع

أصاب أمتنا العريقة

صدفة


أجمل مافي الحياة هي تلك الأشياء التي تحدث صدفة
تلك التي نظل نحلم بها ونحلم حتى نفقد الأمل في تحققها
ننساها
يخطو عليها الزمن باقدامه
ثم نلتقيها مرة أخرى
حقيقة
لا حلم
عندئذ
تعلم كم هي جميلة تلك "الصدفة"