الثلاثاء، 27 مايو 2008

بوتوكس


أخبرنا د/عبد العليم ذات مرة أن النساء كالرجال "مجازاً" عندما يكبرن "مشيرا إلى سن اليأس" نظرا لتغير مستوى إفراز الهرمونات لديهن، فيصبحن أكثر عرضةً للأمراض "كالأزمة القلبية" وغيرها التي يكون الرجال معرضين لها كثيراً.
ذلك اليوم في النادي، أدركت أن العكس صحيح أيضاً إلى حد ما، وأن الرجال أيضا قد يتشابهون والنساء في بعض عاداتهم عندما يكبروا، لا أرى في ذلك ضرراً أو عيباً، بل أمراً شيقاً ومبهجاً.

الثرثرة، الحديث عن الآخرين "ودي قالت ودي عملت، ودي اتجوزت واتطلقت" يظن السامع أنه حديث بين امرأتين "قعدة ستات" لكنه كان الحديث الذي دار بين رجلين أحدهما جلس يثرثر بلا انقطاع عن الزواج والطلاق وارتفاع سعر الخضار ومعاملة الآخرين لبعضهم البعض، وأمامه جلس رفيقه وقد كان اصغر سناً منه ، دل على ذلك بعض الشيب الذي زحف على شعره بعكس الأول فهو على الأقل في منتصف عقده السادس، تصنع الثاني الاهتمام ببعض ما قيل وهو يطالع الجريدة وبدا أكثر انشغالاً بها من حديث المدينة الذي دار "ذكرني بالأزواج اندراً ما ينصت احدهم للآخر".

سمحت لي الحياة بأن أعاصر كثيرا من الرجال المسنين من اجدادي وأعمامي وأصدقاء والدي أساتذتي، ووجدت أن كثيرا ما يصبح الرجل أكثر ليناً ومودة عندما يكبر وأكثر عطفاً، لربما كان متواجداً هذا الحنان من قبل لكنهم أدركوا متأخراً بأن الوقت قد حان لاظهار بعضاً منه....

لكل عمر جماله ورونقه، تغضب المرأة إن ناديتها "يا مدام" بدلاً من "آنسة" أو يا "حجة" – يبقى نهارك مش فايت- فكل هذه الأمور تجعلها تشعر بعدم الأمان تجاه مظهرها وأن الشيخوخة قد بدأت تزحف على ملامحها، صوتها، التجاعيد تحت عينيها وشفتيها، شعرةً بيضاء "ونهار اسود" لربما أوهمت نفسها ىنذاك أنه لربما كان انعكاس ضوء الشمس على شعرها الفاتح اللون ، أو أنها لربما كانت خصلة أحرقتها الكوافير اثاناء تصفيف شعرها، أو وراثة في العائلة وتتحجج بأن والدتها قد ظهر الشيب في شعرها في العشرين من عمرها؟؟؟!! وهكذا...

يثبت عمرها عند الواحد والعشرين، سن الرشد!!!، وتتضاءل عدد الشموع في كعكة عيد الميلاد حتى تصل إلى سن ترغب فيه عن إقامة مثل هذه الاحتفالات فمهما حاولت تقلص عددا لشمعات فبريق شمعة واحد كافي بأن يفضح سنها..
أنا أحلم بالثلاثين، ثم الأربعين، واتوق غلى الخمسين، تجاعيدي ستظهر يوماً ما رغماً عني، صوتي أغني وأدندن به الآن ،غداً سيتصل صديق ابني ويتساءل ان كنت والده ام والدته :))

أذكر عندما أتممت الحادي والعشرين حزنت بعض الشئ ، أما الآن لا أراه أمراً سيئاً إلى هذا الحد، قد اسمع من يقول أنتِ تتبجحين هكذا لأنكِ لازالت في الثاني والعشرين، أركِ كيف ستبدين في الثلاثين؟؟؟

إن الهرم كما يقول الحكماء رمزاً للحكمة والخبرة واللين، إنني أحلم يوماً بأن أعود طفلة مرةً أخرى، وها هي الفرصة ستأتيني عندما أشيخ، ستعود لي براءتي ، راحة البال، وأن لاشئ لاشئ على الاطلاق يستحق أن يضيع يوماً تبقى لي، أحب كل من حولي _ فلن يتبقى منهم الكثير حينها- لن أهمل مظهري أو هندامي، ولن أذهب إلى شد وجهي وحقن البوتوكس في جبهتي وتحت عيني وعنقي، فلن أخفي من وجهي أو جسدي يوماً مر عليه، وجعل مني هذه المرأة، فتجاعيد وجهي هي ذكرياتي واحبائي، آلامي وأعدائي، فشلي وانجازاتي..

فكيف أتخلى يوماً عن نفسي، فكما يجئ الربيع لا بد أن يرحل وتتساقط أوراقه رويدا رويداً وصولاً إلى الخريــف...

هناك 24 تعليقًا:

اهو ده عيبه يقول...

انا اول تعليق

جميل ان الانسان يعيش سنه ومش عيب انه يعترف بيه بالعكس كل سن وله جماله ونكهته
المهم نعيش حياتنا ونستمتع بكل مرحله

تحياتى ليكى

رئـــــيسـة حزب الأحلام يقول...

لكل عمر جماله والنساء اللى بتعتمد على جمالها هى اللىبتتحطم فى سن الشيخوخة مثل سعاد حسنى
احييك على المقال
دمتى بخير

كوارث يقول...

جميل قوي البوست ده
ما شاء الله
يها الحياة كده فعلاً
اللي بيحن للماضي اكبر واحد بيخدع نفسه ولا فاكر ان فيه يوم عدّى هييجي تاني يبقى محتاج يفوق
لكل عمر خبراته وحياته فعلاً
موضوع جميل

شهرزاد يقول...

شهرزاد
انا بناديكي باسمي
هههههههههه
شكرا لزيارتك مدونتي نورتي
سعدت بمعرفتك

بوست جميل بكل معانيه
وهذه هي الحياة يا صديقتي
فحين كنت طفلة كنت أقول متى سأكبر
وعندما كبرت قلت يا ليتني بقيت طفلة

والعمر يمضي ولا نستطيع أن نرجع عقارب الساعة لحظة للوراء أبدا
فلنستمع بكل لحظة فكل دقيقة تمضي لا تعود أبدا

تحياتي لكي
شهرزاد

Ahmed Al-Sabbagh يقول...

مدونتك رائعة حقا

وانا دائم الزيارة لها وان كنت مش بعلق دايما

وممكن تاخدى الصور اللى عايزاها للمجلة

ده شرف ليا ولمدونتى

تحياتى

احمد الصباغ

(احمد سكر ) يقول...

فتجاعيد وجهي هي ذكرياتي واحبائي، آلامي وأعدائي، فشلي وانجازاتي..

اااااااااه ياصديقتى

كم تحمل تلك العباره من معانى

كم تحمل من مواعظ

لمن يدركها

موضوع رائع اختى الفاضله

تقبلى مرورى

اخيكى /احمد سكر

الفارس الملثم يقول...

اعتقد ان المشكله لاي انسان ان العمر يتقدم به , فهذه طبيعة الحياه .

لكن المشكله الحقيقيه عندما يضع عمره في ميزان الحياه ليري ما مر من عمره وما حققه في خلال هذا العمر..

فان اكتشف ان ما مر من عمره ضاع هباء دون ان يحقق اي هدف حقيقي , حينها فقط يشعر بمراره لا توصف ويشعر ان حياته مجرد سراب

تحياتي
محمد

شهرزاد يقول...

أهو ده عيبه:
أهلا بأول تعليق
فعلا أجمل شئ ان الانسان يعيش عمره بكل تجاربه ولانزعل على اللي فات ولا نخاف من اللي جاي
تحياتي

شهرزاد يقول...

كوارث:
زي ما قلت اليوم اللي هيعدي مش هيجي تاني (يا بن آدم أنا يوم جديد وأنا عليك شهيد فقل فيَّ خيراً واعمل فيَّ خيراًً أشهد لك به يوم القيامة فإنك لن تراني بعده أبداً)
دمت بخير

شهرزاد يقول...

رئيسة حزب الأحلام:
سلوى ، اعجبتني كلمة ان النساء اللواتي يعتمدن على جمالهن يتحطمن عند الشيخوخة
ليس كلاما منمقا أن نعتمد على الجوهر وننظر اليه أكثر من المظهر لكنها حقيقة ، فالجمال زائل وجمال الروح باقي
دمتي بكل الود

شهرزاد يقول...

شهرزاد:
شعور غريب لما تنادي حد باسمك حقيقي :)
فحين كنت طفلة كنت أقول متى سأكبر
وعندما كبرت قلت يا ليتني بقيت طفلة

والعمر يمضي ولا نستطيع أن نرجع عقارب الساعة لحظة للوراء أبدا
فلنستمع بكل لحظة فكل دقيقة تمضي لا تعود أبدا
لقد لخصتي الموضع في كلمات بسيطة وجميلة
شرفتني زيارتك

شهرزاد يقول...

أحمد الصباغ:
شكرا جزيلا على تعاونك
اسعدتين زيارتك وكلماتك عن المدونة أتمنى أن أكون عند حسن ظنكم ودماً
تحياتي

شهرزاد يقول...

أحمد سكر:
شكرا على الزيارة وشكرا على تقديرك
وكلماتك
دمت بخير

شهرزاد يقول...

تلفارس الملثم:
لكن المشكله الحقيقيه عندما يضع عمره في ميزان الحياه ليري ما مر من عمره وما حققه في خلال هذا العمر

أتفق معك في هذا الرأي ولكن البعض يظنون أن عمرهم انتهى بلافائدة وأنهم كما اتوا رحلوا ولكن هناك حكمة لله عز وجل في خلق كل منا ولكل منا دوره قد يعلمه وقد لايعلمه وقتها، لم يخلق أحداً هباءً قط
تحياتي

Empress appy يقول...

انا عن نفسى عايشه سنى خالص وبعترف بيه بس شكلىاصغر هههههههههههه
بس فعلا لكل سن رونقه وشياكته وجماله

HARD TIMES يقول...

إن الحياة وما بها من ضيق وهم وحزن
وإنحدارإقتصادي جعلت الكل يحكي ويقول ويفضفض واصبح لا فرق بين رجل وامرأة في الثرثرة وهذا هو المطلوب ان يشغلونا عن الواقع بالثرثرة
وعندما تعيشين سنك فهذه هي سنة الحياة هي مراحل لبد من تواصلها وتتبعها ولكل مرحلة جمالها
شكراً علي كلامتك الجميلة
اسلوب رائع
تقبلي تحياتي

كاميليا بهاء الدين يقول...

لكل مرحلة عمرية جمالها واحساسها

مش لازم ابدا نغير
لاننا هانبقى بنزيف فى نفسنا

بوست جميل قوى
قرأته مرتين

اشكرك عليه فعلا


تحياتى وحبى

شهرزاد يقول...

آبي:
هههههههههه
أنتي عاملة زي مامتي شكلها صغنون ومش بتهتم بسنها ماشاء الله
حلوة لكل سن شياكته فعلا اجلم حاجة ان الني آم يعيش اللحظة بلحظتها عشان اميندمش عليها بعيدن
نورتيني يا آبي

شهرزاد يقول...

هارد تايمز:
عندك حق هي فكرة برده ان كتر المشاكل والكبت هي اللي خلت الحجر قرب ينطق
بس انا برده مصرة ان الرجل بيصبح أكثر حديثا عندما يكبر مش عرافة ليه؟؟؟
دمت بخير

شهرزاد يقول...

كاميليا:
اسعدتني كلماتك للغاية شرف لي أن تقرأيه مرتين
تحياتي

أحمد سلامــة يقول...

اوعي يكون د.عبد العليم باثولوجي :)
=====
اجمل ما في السن
حكمته
مفيش آمن من انك تبقى عارفه انك خلاص وصلتي لجزء كبير من الحكمة
كل اللي حوالينا بعد كده بيبقى رتوش
انا بشوف ناس كتير فوق الستين والسبعين
وملامح الاستمتاع بالدنيا على وشوشهم لامحدودة
الامر متوقف على الانجازات اللي اتعملت في سن الشباب ، وتفادي الاخطاء القاتلة
وعلى جمال وشقاوة الاحفاد ، بعد كده انا نفسي ابقى جد ولو من بكره
سيبك انتي محدش شقيان اد الشباب في البلد دي

شهرزاد يقول...

أحمد سلامة:
أيوا هو بشحمه ولحمه د/عبد العليم باثولوجي
أنا معاك في نقطة ان في ناس كبيرة كتيرة اوي بحس انهم ماشاء الله مستمتعين بحيويتهم لسه زي ماهم وده يمكن انهم شالوا من شبابهم لشيخوختهم وعرفوا ازاي يستغلوا حياتهم صح
الشباب شباب القلب
تحياتي

يمامة شاردة يقول...

بكره جدااا الرجال أما يتكلموا في أمور النساء .. يمكن أكتر حاجة بتعجبني فيهم إنهم مش رغايين زي النساء


متهيألي الانسان دايما مش عاجبه حاله .. الصغير عايز يكبر .. ويوم مايكبر يزعل ويتمنى يصغر تاني .. وهكذا

الذكي هو اللي يعرف يعيش سعيد في أي سن .. صغير أو كبير أو حتى عجوز



بوست مميز جدا :)

شهرزاد يقول...

يمامة شاردة:
ههههه فعلا الرجل الرغاي بيبقى رخم أوي، بس متهيألي بقى مسلي لما يكبر بدل مانبقى وشنا فيي شو بعض وساكتين
عارفة انا اديما اقول يارتني ارجع طفلة صغيرة ، بس اكتشفت ان الانسان يقدر يعيش حياته اللي عايزها في اي سن المهم يعيشها صح
دمت بخير