الجمعة، 21 مارس 2008

في شتاء لندن


صباح الخير مولاتي
أكتب إليكِ من حيث لا ينتظر أحد أحداَ
أكتب حيث استيقظ صباحا ولازال برد الليل يململني في سريري
كم أفتقد كوب الشاي بالل
بن

كم أفتقد صوتك عندما يوقظني ويصيح بي عاليا بأن الوقت قد حان لكي أستيقظ
أهرع إلى الجامعة مسرعا قبل أن تفوتني المحاضرة الأولى
أخبري عم محمود أنني لم أذق سندوتش فول بالزيت الحار والسلطات كما ذقته لديه في حياتي
أخبري شوارعنا كم أشتاق إليها وقت إفلاسي
عندما لا أجد خياراَ آخراَ لدي سوى حلاَ واحداَ بدلا من اللحاق بالجمع الغفير في وسائل النقل العامة
وأتخذ طريقي إلى الجامعه "موتورجل" وهواء الصباح يدخل إلى رئتي فيملأني بانتعاش الصباح
شوارعنا القديمة لا يوجد مثلها
لايوجد مثل هدوئها الساعة السابعة صباحا
وضجيجها في الخامسة مساء
وكيف على وحسين أبناء جارنا الدكتور حسني؟؟
ترى بأي صف هما الآن؟؟
كم اشتقت للضجيجهم وشقاوتهم
كم اشتقت لصوت احتكاك صوت لعبهم بسقف بيتنا
وثورتي عليهم وقت مذاكرتي لاخفاض صوت اللعب قليلا
الشيخ محمد رفعت
وهل هناك رمضان دون صوته الرائع قبل آذان المغرب؟
اشتقت لطبلة عم ابراهيم المسحراتي
"اصحى يا نايم وحد الدايم" لاتنسي يا أمي أن تعطيه العيدية ككل عام
"ياليلة العيد آنستينا" صوت أم كلثوم ، فلا يأتي العيد عندما تذيع دار الافتاء رؤية الهلال
لا أعلم أن العيد غدا إلا بصوتها
ولا اعرف صباحا للعيد بدون رائحة الخبيز والكعك والغوريبة
"الله اكبر الله أكبر الله أكبر ولله الحمد" أجمل عيد لي هو أول عيد عندما

ارتديت جلبابي الأبيض الجديد وطاقيتي البيضاء المزركشة التي حكتها بيديكِ وأخذني والدي وهو يخبر الجميع "ابني أحمد جاي يصلي العيد معانا"
"ماشاء الله كبر والله وبقى عريس"
اشتقت لصوت بمب العيد، ومشاكستي لجارتي لمياء في الشارع بالصاروخ

أهددها بأنني سأشعلها تحت قدميها
أخبريهم جميعهم كم اشتقت إليهم يا أمي
أخبري شوارعنا
أحبائنا
جيراننا
دكاكيننا
شمسنا
قمرنا
نيلنا
وفوق كل هذا
أخبري يديكِ كم اشتقت تقبيلها كل صباح


مستوحاه من قصيدة نزار قباني


خمس رسائل إلى أمي

هناك 3 تعليقات:

الفارس الملثم يقول...

لا اعلم ان كان هذا البوست مستوحي من ذكريات حقيقية ام هو صورة متخيلة عن الحنين لذكريات جميلة لا نشعر بمدي روعتها وما تمثله من سعادة الا حين افتقادنا اياها ..

اضافة للمقارنة بين برودة الغربة حيث البعد عن الناس المقربين منا والناس التي تعودنا علي وجودهم في حياتنا وبين دفء الاماكن والبشر ودفء المشاعر في الوطن

حقيقي اسمتعت جدا بالبوست واتمنني ان تواصلي الكتابة..

تقبلي مروري

saragebaly يقول...

شهرزاد
البوست دة من اكتر البوستات اللي عجبتني

تحياتي لك ولمدونتك الجميلة
دائما في تألق باذن الله

تقبلي مروري

سارة

عمو يقول...

امتصنى هذا الحنين للماضى الجميل
وجعلنى أتساءل
لماذا الحاضر ليس بنفس العبق

ااااااااااة ما أقسى هذا الإغتراب


ودعينى أقبل أياديها معك
بل كل كل أم
انها المعنى الحقيقى للحب
دون زيف

ودعينى أيضا أهنئك على اتعديل الجميل فى شكل المدونة

تحياتى